• الجمعة 18 أكتوبر 2024 - 07:56 صباحاً

تعرف اللغة العربية في الوقت الراهن تحديات كبيرة ورهانات كثيرة تتمثل في التأقلم مع التحولات العميقة التي يعرفها العالم على مستوى الاقتصاد والمعرفة والتعليم، وغيرها من مجالات الابتكار البشري، مما يستدعي الاستثمار في الرأسمال المعرفي وتكوين الإطارات ذات الكفاءات العالية التي تتحكم في المعارف الجديدة وفي اللغات الأجنبية، وفي هذا السياق تؤدي الترجمة دورا أساسيا، باعتبارها وسيلة من الوسائل الهامة في نقل تلك المعارف من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية. والترجمة بصفتها انفتاحا على الثقافات الأخرى ونقلا لمعارفها وثقافاتها ليست غريبة عن ثقافتنا وحضارتنا العربية والإسلامية، إذ بفضل (بيت الحكمة) و(مدرسة طليطلة للمترجمين) وغيرهما من المؤسسات التي تم إنشاؤها في العصور الذهبية للحضارة الإسلامية، اكتسب العرب العلوم والمعارف التي تم إنتاجها في بلاد الإغريق والهند وفي بلاد فارس وقد ترجمت آنذاك هذه المعارف إلى اللغة العربية واستفاد منها الغربيون وطوروها، بالتأسيس لعدة حركات فكرية ارتبطت بعصر النهضة وبالعصور الحديثة، وكونوا لأنفسهم أسباب القوة الصناعية والعسكرية، وبالتالي هيمنوا على العالم العربي والإسلامي الذي عرف تقهقرا وضعفا في عدة مجالات. وقد حاولت حركة النهضة في القرن التاسع عشر بعث حركة الترجمة في بعض البلدان العربية، ولكن لم يكتب لهذه الحركة تحقيق كل.